الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

صفحة من دفتر يومياتي


    لعلكم جميعا تملكون ذلك الدفتر المتميز الذي يتم اللجوء إليه كل ليلة للاستئناس بالتحدث إليه عن ما كان في اليوم من مغامرات وكذا كل ما يخالج النفس، قد أجد بعضكم يتحدث فيه عن معظم مشاكله في حين أجد البعض الآخر يتحدث عن أوقات الفرح وتلك الأشياء الجميلة التي تصادفنا في هذه الحياة، ولأننا نحب لهذه الأشياء أن تبقى في أذهاننا ندونها مخافة من ضياعها وكذا للاستئناس بها في أوقات الضيق، فمنكم من أبدع في السرد والوصف ومنكم من استجدَّ معجمه ألفاظا جديدة.

   اليوم ستكون لكم إطلالة على دفتري يومياتي، ولأني لا أستطيع أن أريكم الدفتر بأكمله هذه صفحة منه:
 آه للأقدار آه، لما لا تعطف علي يا زمان ولو بوهلة أعي فيها للمشاكل حلول، خامرتني الأفكار في دفعة ولم أجد أيهن سيكون الأول، امتطيت حصان الحياة دون أن أعلم به فكان لي في الأقدار خيال.
   آه لكل ما يقذفه القلب من آلام لا اعلم كيف يستطيع تحملها، توالت علي المشاكل والمحن، كيف أبدو ومازلت في ماض في كل مرة يظهر بلون ويخفي ألوان، كان ولابد أن يكون لي منه مفرُّ، للحياة نحن تلاميذ تدرسنا الأيام وتغضب، استأنست بأنيسي الوحيد، فهو الجليس الخير الذي يفهمني ويعي جيدا ما بي، يشجعني لإلقاء ما لدي من هموم على أوراق لا أحب من ذكرياتها ما يحزن.
هو عالم من العلماء الكبار له من الأخلاق ما لم يذكر، لا لشيء فقط لم يشأ البوح بها كي يبقى حكيما فهي السر في قيمته ومكانته الراقية، لا يعلم هذه الأخلاق سوى من يداوم على مرافقته ومصاحبته.
لا يمكنني النوم إلا وهو على صفحتي وان غدا يوما هذا الأمر، يوقظني في منتصف الليل بنبرات تملأ قلبي، فأنجذب بذلك للكتابة ووصف ذلك الإحساس الغريب، فتارة أصفه بالحنان، وتارة أخرى بأنه نوع من الإلهام، كلما أعرفه أني لا أرى للنوم عين.
  نملة تسير على صفحتي أو بالأحرى على ما كتبته، تسير عليه حرفا بحرف ظننتها تود معرفة قصتي وتقرأ ما أدونه.
قمامة ما عشته من قصص، دفترُ يومياتي، فهناك مئات الصفحات قبل ما أكتبه الآن.
 حين أقرأ سيرة ذاتية لكتاب كبار تخالجني أحاسيس وتنطق:
   "اجعل من دفتر يومياتك هذا رواية عبارة عن سيرتك الذاتية"
كنت قد أسميت هذا الدفتر "متى وإلى أين" (متى) لأني أعرف أنني سأخفق يوما، و (وإلى أين) لأني لا أعرف ما الذي ينتظرني...
  لا لست ذلك الإنسان الذي يراه الناس مبتسما، فوراء تلك الابتسامة أشياء.(...)


 ****وبما أن مشاركة هذه الأشياء تساهم في التخفيف علينا أتمنى أن أرى بعض صفحات دفاتركم في التعليق*****

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية